عيد الأضحى - قصة أُضحية الأختبار الأصعب

أولاً نحب أن نهنئ كافة زوار مدونتنا والأمة الإسلامية جمعاء بقرب حلول عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا بالخير والنجاح, وبما أننا على مشارف هذه المناسبة الطيبة الكريمة, فلنتابع معاً قصة الأُضحية التى تعتبر من روائع القصص الإسلامية, وهى ليست مجرد قصة عابرة من أجل التسلية والسرد فقط, بل هى قصة امتحان صعب لأثنين من أنبياء الله, تحتاج منا أن نتأملها ونتعلم من أحداثها فهى تحوى بين أسطرها الكثير من القيم الثمينة والمواعظ والمواقف الخيرة المفعمة بالإيمان والصدق والإخلاص.


كانت بداية هذه القصة عندما سأل الشيخ الكبير والرسول الخليل ابراهيم عليه السلام ربه أن يهبه ولداً صالحاً, فبشره الله عز وجل بإسماعيل عليه السلام غلاماً حليم وكان عُمر الخليل ابراهيم حينها قد بلغ  الستة و ثمانون عام, وكان إسماعيل عليه السلام المولود الأول للخليل عليه السلام من السيدة هاجر.

وبظهور هذا المولود والبطل الجديد على الساحة, فكان بمثابة الخطوط الظاهرة التى رسُمت وشُكلت عليها قصتنا, فعندما كبر سيدنا إسماعيل عليه السلام, وشبّ وصار بمقدوره السعى والعمل مع والده, وفى إحدى الأيام عندما أغمض الخليل إبراهيم عليه السلام عينه وغط فى نومه وإذا به يراى فى عالم المنام شيئاً عجيباً!

لقد رأى نفسه يذبح ولده إسماعيل ويقدمه قرباناً لرب العالمين ولم تكن رؤيا واحدة بل تكررت الرؤية معه فى اليوم التالى, ومن هنا علم الخليل إبراهيم عليه السلام أن هذا أمر من رب العالمين .. 

وإنه لأمر عظيم، واختبار صعب، للنبي إبراهيم عليه السلام، فإسماعيل هذا الولد العزيز البكر، والذي جاءه على كبر، سوف يفقده بعدما أمره الله عز وجل أن يتركه مع أمه السيدة هاجر، في واد ليس به أنيس، ها هو الآن يأمره مرة أخرى, أن يذبحه.

ولكنّ إبراهيم الخليل عليه السلام، امتثل لأمر ربه واستجاب لطلبه وسارع إلى طاعته. ثم اتجه إلى ابنه إسماعيل، وعرض الأمر عليه، ولم يرد أن يذبحه قسرا، فماذا كان ردّ الغلام إسماعيل عليه السلام؟

كان إسماعيل ولداً بارّاً مطيعاً ومؤمناً بالله ورسوله, وكان يحب أباه كثيراً ويعرف أنّ أباه لا يفعل شيئاً الاّ بأمر ربّه, إنه خليل الرحمن الذي امتحنه الله عندما كان فتى في بابل وحتى بعد أن أصبح شيخاً كبيراً. لذلك عرف إسماعيل عليه السلام أن الله يمتحن خليله إبراهيم .. لهذا قال له : ـ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين.

{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات : 102]

إنه ردّ يدل على منتهى الطاعة وغايتها للوالد ولرب العباد، لقد أجاب إسماعيل بكلام فيه استسلام لقضاء الله وقدره، وفيه امتثال رائع لأمر الله عز وجل، وأيّ أمر هذا! إنه ليس بالأمر السهل، وحانت اللحظة الحاسمة بعد أن عزم إبراهيم عليه السلام على ذبح ابنه، انقيادا لأمر الله عز وجل، فأضجعه على الأرض، والتصق جبين إسماعيل عليه السلام بالأرض، وهمّ إبراهيم أن يذبح ابنه  ..

والآن ماذا حدث فى تلك اللحظات المثيرة؟! هل ذبح إسماعيل ؟ كلا.

فالسكين لم تقطع، بإرادة الله عز وجل، عندها فداه الله عز وجل، بكبش عظيم من الجنة، ابيض الصوف ذي قرنين كبيرين ..

{فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات : 103 - 110]

وهذه كانت قصة الأُضحية التى أصبحت سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، ومن بعده سنّة للمسلمين كافة، والآن الأمة الإسلامية على اعتاب الإحتفال بهذه المناسبة الكريمة ..  وكل عام وأنتم بخير وطمئنينة وجعلها الله أيام سعد وهناء للأمة جمعاء.

هذا الموضوع كتبته ضمن تصنيف , فأن أصبت فمن الله و حده و إن أخطأت فمن نفسى و من الشيطان يمكنكم نقل الموضوع مع ذكر رابط المصدر , و للأتصال أو الأستفسار عن أى موضوع من هنــا .

بقلم أحمد مودرست
مدون من مصر , أهتم كثيراً بعالم التكنولوجيا و الكومبيوتر و الأنترنت , أحُب عادة التفكير و التأمل فيما يدور حولى من أحداث , أسعى دائما لكى, أرتقى بنفسى وفكرى و أسلوبى فى ظل رضا ربى و خالقى سبحانه .

تعليقان على: عيد الأضحى - قصة أُضحية الأختبار الأصعب

Bassam Husain يقول...

:d

Unknown يقول...

نتشرف بزيارتكم لمدونتنا الجديدة
http://islaminblood.blogspot.com/

:a   :b   :c   :d   :e   :f   :g   :h   :i   :j   :k   :l   :m   :n   :o   :p   :q   :r   :s   :t