الغراب بين العلم والقرآن

 الغراب هو جنس من الطيور ينتمى إلى فصيلة الغرابيات "corvus" والذى تتعدد أنواعه وأشكاله وفصائله، ومن المعروف أن الغراب تجذبه الأشياء البراقة واللامعة لذى ليس من المستغرب أن يجد الناس فى عش الغراب الصابون الملون والأشياء المذهبة اللامعة، والغراب أيضاً يعد من الطيور صديقة الفلاح لأنه يتغذى على الحشرات والآفات الزراعية، وهو يتميز بنسبة زكاء مرتفعة عن باقى الطيور حيث لديه القدرة على ان يستخدم الأشياء ويبنيها وهكذا.

هناك بعض الدراسات حول الغراب:

والتى أثبتت أن الغراب أذكى أنواع الطيور، وأنه لديه القدرة على توقع الأحداث والتعامل مع الأمور كالبشر، وهو كائن إجتماعى، ولديه دماغ كبير، وحتى يقال أن الغراب قد تصل درجة ذكائه لذكاء القرود، كما أن لديه القدرة على تميز أصوات البشر بسهولة.

وتبين فى إحدى الدراسات الاخرى أن الغراب لديه القدرة على تذكر الشخص الذى يؤذيه لسنوات طويلة ويحمل فى داخله الحقد لهذا الشخص، حيث قاموا بإجراء تجربة علمية وعرضوا الغراب على عدة أشخاص وكان كل شخص يعامله بطريقة مختلفة، الغريب أن الغراب تذكر كل هؤلاء الأشخاص وخاصة الشخص الذى كان يحاول إيذائه.

الغراب

وهناك دراسة فى جامعة إكسفورد أثبتت أن الغراب يستطيع ان يحتال ويخدع ويغش ليحصل على طعامه، حيث قاموا بوضع الطعام داخل إناء فقطع الغراب غصن طويل ووضعه فى داخل الإناء ليمسك به طعامه، وهذه تعتبر درجة عالية من الذكاء بالنسبة للطيور.

الغراب



إشارة القرآن للغراب..

يقول سبحانه وتعالى: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) [المائدة: 31]

وهنا كان الغراب  يلعب دور المعلم للإنسان، حيث بعثه الله ليعلم قابيل كيف يدفن أخاه هابيل بعد أن قتله حسداً منه، وأظهر الله الغراب فى آياته على أنه كائن ذكى يبحث ويخطط ويفكر ويتعامل مع الواقع بحكمة، ويتعلم قابيل من أفعاله.

ملاحظات حول ذكر الغراب فى الآية:

هناك بعض المفسرين فسروا الآية بأن الله سبحانه وتعالى بعث غراب يدفن أخاه ليعلم قابيل كيفية دفن أخاه هابيل، ومن هنا قالوا أن الغربان تدفن موتاها..

وهناك أخرون قالوا إن حالة دفن الغراب كانت لتعليم قابيل كيف يدفن أخاه هابيل، وهذا لا يعنى أن الغربان تدفن موتاها بل كانت حالة خاصة، ولم يحدث مع أى غراب قبل أو بعد ذلك أن قام بدفن غراب ميت، فكما كلم الهدهد سيدنا سليمان وكما خرجت ناقة صالح من بين الصخور كذالك كانت حالة غراب قابيل فهذه الأمور  أرتبطت بمواقف معينة كنوع من العبرة والإعجاز ولم نسمع بتكرارها بعد ذلك..

  أما هناك أخرون قالوا إن الآية لم يأت بها أى ذكر لغراب ميت يتم دفنه وفسروها بأن الله سبحانه وتعالى أرسل الغراب يبحث أى ينبش ويحفر فى الأرض لأى سبب كان كأن يدفن طعام له مثلاً، ومن هنا أستلهم وألتفت قابيل لكيفية موارة جسد أخاه هابيل..

وكما هو متعارف عليه فإن مجتمعات الغربان لاتدفن موتاها والإنسان وحده دون سائر المخلوقات هو من يقوم بدفن موتاه فى التراب، وهذا ما يجعلنا نستبعد الرأى الأول للمفسرين والله أعلى وأعلم.

Résuméabuiyad